Saturday, 2 November 2013

شئ لله يا حسن: الحركة الاسلامية مقطوعة الرأس

رحب الطيب مصطفى، صاحب الانتباهة، بخروج بطله غازي صلاح الدين العتباني من حزب الرئيس البشير، داعيا في ذات الوقت البشير سيد الشي إلى الخروج هو كذلك على حزبه، وإعلان نفسه شخصية قومية فوق الأحزاب، تأتلف حولها قلوب المحتزبون في الحكم والمعارضة لفترة انتقالية كالتي يدعو إليها الصادق المهدي تنتهي بانتخابات حرة نزيهة كالتي وعد بها الرئيس في خطابه أمام البرلمان. الانتخابات القادمة، متى جاءت بالصفة التي طالب بها الطيب، ستتنافس فيها خمسة أحزاب على الأقل خرجت من صف الحركة الإسلامية فاقد الرص، المؤتمر الوطني (الأصل) لصاحبه البشير، والمؤتمر الشعبي (الأكثر أصالة) لصاحبه حسن الترابي، والسلام العادل لصاحبه الطيب مصطفى، والحزب الجديد "بدون عنوان" لصاحبه غازي صلاح الدين، والحركة الوطنية للتغيير لصاحبها الطيب زين العابدين، فمن تختار يا ترى أيها الحركي، أحزب الرحمن أم حزب الشيطان؟ إن لم تكن هذه صورة "التوالي السياسي" الذي وعد به حسن الترابي في 1998 فما هي؟ 
تلعثم أحمد الدعاك، حوار غازي وشريكه، عند مواجهته بالسؤال على شاشة التلفزيون عن احتمال الحلف بين حزب غازي وحزب الطيب مصطفى، فاحتمى بالتقية لا يريد أن يربط لسان جماعته في "قوى الحراك الإصلاحي" (سابقا) بحلقة الباشمهندس. غازي كما يبدو لم ينطق في هذا الخصوص ببنت شفة، إلا أنه كرر احتجاجه القديم على سلام نيفاشا كونه انتهى إلى انفصال جنوب السودان وهو المفاوض القائد الذي وقع على وثيقته الأولى، بروتوكول مشاكوس الذي أقر استفتاء مواطني الجنوب عندئذ على تقرير المصير. وقتها قال غازي للجزيرة أن خللا في منهج التفاوض دفعه إلى الاستقالة وصمت عن المزيد. أكد غازي للجزيرة، بعد أن صدر قرار لجنة محاسبة المؤتمر الوطني بفصله من الحزب وقبل إعلانه الشروع في إنشاء حزب جديد، أن جماعته لم تعقد أي اتصال بالجبهة الثورية المقاتلة ولا يجوز لها فهي تعمل في إطار القانون. طريف إذن أن يتعفف أحمد عن الحلف مع الطيب مصطفي فغازي يبكت على الوطني بنيفاشا كما الطيب ولا يستسيغ مراسلة الجبهة الثورية لخروجها على القانون، قانون بالقاف؟

ميز أحمد الدعاك حزب غازي عن المؤتمر الوطني بقوله أن "شريعة" الإصلاحيين غير، مضيفا أن جماعته بصدد جهد فكرى يجمر تجربة الحكم الإسلامي بالنقد الشديد. سوى ذلك لم يفصح أحمد في جلابيته البيضاء المكوية وعمته السنية عن شئ، فما صمة الخشم؟ قال أن حزب غازي سيتكون بالديمقراطية الملزمة، حرية ساكت، من القاعدة إلى القمة، ثم تكشم، هي..هي، الأمر الذي استقبله محاوروه بتكشم مقابل، هه..هه! والأمر كذلك، وقع على الحركة الإسلامية ما يقع بقوة الشريعة على البيوت التي يرثها خلف متشاكس كل بمتره فرح، هد الحيطة دي وأبني هنا، مصاعب منزلية في العبارة الأفرنجية، كل ذلك والأب بعد على قيد الحياة، فإلى من نردهم يا قاضي الدين؟   

No comments:

Post a Comment