كتب الدكتور الباقر العفيف كلمة طويلة هي السادسة في حسابه من حلقات بعنوان «حرب من هذه؟ وما هو هدفها؟» عَرَّض فيها بالأستاذ عادل الباز تعريضا شديدا، يستفاد منها أن عادل عند الباقر ليس سوى "كوز" و"كلب". وسبب غضب الباقر كلمة لعادل بخصوص اعتذاريات ياسر عرمان وخالد عمر عن جرائم الدعم السريع في الجزيرة.
صنف الدكتور الباقر كل من ينتقد سياسة ياسر وخالد تحت باب "كلاب الحوأب" وكتب: "تأتي في كل لون وشكل، منها الكوز القح ومنها المتكوزن، ومنها الكاتب المكري الذي يقعى، بما أنه كلب، في انتظار أن يقذف له بقطعة عظم، ومنها صاحب الضغينة القديمة ال«لا بتموت ولا بتفوت»، وفيها الما بريدك لوجه الله و«يحمر ليك في الضلمة»، وفيها «الما مفهوم شايت وين»، وفيها الحاسدك عديل بخشم البيت وعلى شنو؟ ما معروف. ومن حكمة الله أن كلاب الحوأب لا ترى إلا بعين واحدة ولا تنظر إلا في اتجاه واحد مع إن الله شرط لها في رأسها ثقبين إثنين."
ولقد اندفع في هذا الطريق سوى الدكتور الباقر أكثر من كاتبة وكاتب، من حلف «تقدم» يقذفون بالشتائم يمنة ويسرة في نصوص متباينة الصياغة، منهم من فرز البروفسير عبد الله علي إبراهيم للتقريع ومنهم من فرز الدكتور محمد جلال هاشم، ومن فرز الدكتور معتصم أقرع ومن فرز الدكتور قصي همرور وآخرين. لكن اختصر محتواها جميعا الدكتور الباقر، بما عنده من دربة، في هذه الفقرة السابقة. وعند هؤلاء كل من انتقد سياسة تقدم إما كوز أو كوز مستتر، ودرجات أخرى من الفلولية.
من الصعب بطبيعة الحال مجاراة الدكتور الباقر في الهجاء، وليس هذا غرض هذه الكلمة. لكن أحفظ لعادل الباز كقارئ صحيفة جميلا طويلا ممتدا. نشأت بجهده أول انفتاح الحريات الصحفية جريدة «الصحافي الدولي»، ثم تعاون مع الأستاذة آمال عباس والأستاذ الحاج وراق في إخراج جريدة «الصحافة» للناس وترأس تحريرها، ونشأت على يديه بعد ذلك جريدة «الأحداث». وكانت هذه الصحف بدرجات متفاوتة منابر للرأي من مواقع الإسلاميين ومن مواقع غير الإسلاميين. تعرفت فيها القارئة على أفكار ومشارب شتى، وفي مقدمتها ربما ما طرح المرحوم كمال الجزولي من مجهودات جبارة في سبيل تحرير «الديموقراطية» لجمهور جديد والواجب الثقافي الثقيل الذي ما زال يقوم عليه البروفسير عبد الله علي إبراهيم بظفر وناب وأدب.
غير ذلك، فتحت «الصحافة» و«الأحداث» الصفحات لمبدعين ومثقفين من دروب عديدة، جاء من بعضها جيل جديد من الشعراء وكتاب القصة والرواية والنقد كان عراب شغلهم الأديب مأمون التلب، وشاركه هذه المشاغل من نشأت بأقلامهم مدرسة شعرية وأدبية جديدة بحبر «تخوم». وفوق كل ذلك تجددت مهنة الصحافة نفسها في صالات تحرير الباز، وتخرج منها صحفيون يشار إليهم اليوم بالبنان، أول الصف ربما الأستاذ علاء الدين بشير والأستاذ عارف الصاوي، وقد أخرجا للناس معرفة بالحرب والسلام في جنوب السودان من واقع تغطيتهما لمفاوضات السلام في نيفاشا وما أعقب ذلك من شؤون الفترة الانتقالية على صفحات الصحافة، لا غنى عنها لدارس تلك الفترة. أصدر الأستاذ عارف الصاوي وفريقه مؤخرا نشرة «أتر» الأسبوعية في أحسن ما يكون، يقرأها القارئ لمادتها المختارة المخدومة ولما فيها من أمل وتفاؤل بالحياة الجماعية تحت نيران حرب الدعم السريع على الناس والحياة. ومن مدرسة الأستاذ عادل الباز كذلك الأستاذة مزدلفة محمد عثمان، من تتولى منذ فترة شؤون سودان تربيون؛ والأستاذ عبد المنعم أبو إدريس، نقيب الصحفيين المنتخب ومراسل وكالة الأنباء الفرنسية منذ ٢٠١٦ أو نحوها؛ والأستاذ عثمان فضل الله، واستقل لاحقا بصحيفة تحت رئاسة تحريره؛ وصحفية نادرة مثل الأستاذة أجوك عوض الله جابو، التي جاءت بصوت آخر إلى صحافة الخرطوم كتبت به جرح الانفصال داخل البيوت والأسر، وغير المذكورين كثر، لله درهم.
على كل حال، سيقرأ كلمة الدكتور الباقر نفر غزير، لما فيها من تشنيع، ولموقع كاتبها المعلوم وأثره فهو مدير مركز الخاتم عدلان للاستنارة. وسيقرأ ردود الأستاذ عادل عليه كذلك نفر غزير لتشنيعها المضاد، وستندفع هذه الكلمات بفضل لوغاريثمات محركات البحث لأول الصفحة لقارئة المستقبل، فأي تراث نترك لهذه القارئة؟ ولهذه القارئة المستقبلية وردت "كلاب الحوأب" في قصة السيدة عائشة رضي الله عنها في موقعة الجمل. خرجت السيدة عائشة في الفتنة بعد مقتل عثمان رضي عنه ولما وصلت مكانا يدعى الحوأب نبحتها الكلاب فسألت عن الموقع فأخبروها باسمه وتذكرت عندها قول الرسول الكريم عند أزواجه: "ليت شعري، أَيَّتُكُنَّ صاحبة الجمل الأدبب، تخرج فينبحها كلاب حوأب، يُقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير، ثم تنجو بعدما كادت." وقال الرواة أنها عزمت على الرجوع من ساعتها، اتقاء الفتنة، فألحوا عليها في مواصلة المسير، وحدث ما حدث. فلعل كلاب الحوأب بهذا المعنى نذير من الفتنة.
وتجد عند الجاحظ في «الحيوان» تحت عنوان كرم الكلاب: "ليس الديك من الكلب في شيء، فمن الكلاب ذوات الأسماء المعروفة والألقاب المشهورة. ولكرامها وجوارحها وكواسبها، وأحرارها وعتاقها، أنساب قائمة ودواوين مخلدة، وأعراق محفوظة، ومواليد محصاة، مثل كلب جذعان، وهو السهلب بن يحيى بن وثاب بن مظفر بن محارش." وذكر كذلك: "ومما يدل على قدر الكلب كثرة ما يجري على ألسنة الناس من مدحه بالخير والشر، وبالحمد وبالذم، حتى ذكر في القرآن مرة بالحمد ومرة بالذم. وبمثل ذلك ذكر في الحديث، وكذلك في الأشعار والأمثال، حتى استعمل في الاشتقاقات، وجرى في طريق الفأل والطيرة، وفي ذكر الرؤيا والأحلام، ومع الجن والحن والسباع والبهائم. فإن كنتم قضيتم عليه بالشر وبالنقص، وباللؤم وبالسقوط لأن ذلك كله قد قيل فيه، فالذي قيل فيه من الخير أكثر ومن الخصال المحمودة أشهر. وليس شيء أجمع لخصال النقص من الخمول، لأن تلك الخصال المخالفة لذلك، تعطي من النباهة وتقيم من الذكر على قدر المذكور من ذلك. وكما لا تكون الخصال التي تورث الخمول مورثة للنباهة، فكذلك خصال النباهة مجانبة للخمول، لأن الملوم أفضل من الخامل."
هذا فيما يخص الكلاب. أما كوزنة الأستاذ عادل فالأغلب أننا كلنا في هذه الساعة بصمة خشمنا «كِيزان»، بمن في ذلك من في ذمتهم نفوس مومياءات المتحف القومي.
Salamat ustaz/Magdi
ReplyDeleteCan you shed some light on your Blog picture of Fluid Sudan? I wonder why the characters are all acting this way.
Thanks
mohamed elgadi
mohamedelgady@yahoo.com
انا أتمنى ان تشرح موقفك الداعم للجيش بشكل أوضح و مباشر، لعلنا نقف موقفكم ذا يا مجدي
ReplyDeleteسلام. ما عرفتك. منو في الأهل؟
Delete